سجّل مؤشر ستاندرد أند بورز500 مستوى قياسياً جديداً يوم الأربعاء، مرتفعاً بواقع 0.2% مع استمرار تداول الأسهم الحساسة اقتصادياً في الأسبوع الأول من ديسمبر. وبقي الاتجاه العام في السوق متفائلاً برغم الصورة القاتمة التي ترسمها مختلف التقارير الصادرة. وكانت أعداد المصابين بكوفيد-19 الذين يتلقون العلاج في مستشفيات الولايات المتحدة قد تجاوز الـ 100 ألف شخص للمرة الأولى، بينما ارتفعت الحالات الجديدة إلى مستوى قياسي عند 195,695 بالتزامن مع ارتفاع طردي في أعداد الوفيات. ومن ناحية البيانات، ازدادت كشوفات الرواتب الخاصة بحسب مؤسسة أوتوماتيك داتا بروسيسنغ بواقع 307 ألف فقط خلال نوفمبر، في وتيرة هي الأبطأ منذ يوليو الماضي وفي انخفاض ملحوظ عن التوقعات التي بلغت 475 ألفاً. وبحسب آخر استبيان للاحتياطي الفدرالي، أسهمت الزيادة في أعداد الإصابات بكوفيد-19 في تباطؤ النشاط الاقتصادي عبر مختلف المناطق الأمريكية.

ومع ذلك، لم ينجح أيّ من هذه التقارير في منع المستثمرين من الإقدام على المخاطرة. ويُمثل اكتشاف اللقاح كلمة السر التي تُبقي الأسواق منتعشة ومزدهرة. وقد حصلت كُلّ من فايزر وبيو إن تيك بالفعل على اعتماد استخدام لقاح كوفيد-19 في بريطانيا لحالات الطوارئ، ومن المتوقع أن يصدر قرار مماثل في الولايات المتحدة بحلول العاشر من ديسمبر الجاري، بينما ما زالت لقاحات موديرنا وأسترازينيكا قيد التطوير. وتأمل الأطراف الفاعلة في السوق بطرح اللقاح على نطاق واسع بحيث يُسهم في الحد من أعداد المصابين بالفيروس، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على ازدياد معدلات الطلب والتعجيل في الانتعاش الاقتصادي.

ومن جهة أخرى، يأتي استئناف المفاوضات حيال حزمة التحفيز المالي الأمريكية كجرعة ثانية من التفاؤل، وفي حال تم إقرار هذه الحزمة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فسنرى ارتفاعاً جديداً في أسعار الأسهم بلا شك. ومع ذلك، لا يُمكن للمستثمرين أن يتوقعوا إقرار الحزمة في وقت قريب، لا سيما في ظلّ التباين الكبير بين الديمقراطيين والجمهوريين حول حجم التحفيز اللازم. ولا أعتقد بأنّنا سنكون أمام مشكلة جوهرية في حال عدم اتفاق الطرفين؛ إذ لا نزال واثقين من نجاعة استراتيجية شراء الأصول عند حدوث أيّ هبوط في الأسعار.

وعلى جانب آخر، تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف صباح اليوم بالتزامن مع استعداد أعضاء منظمة أوبك وحلفائهم لاستئناف المحادثات اليوم بعد فشلهم في الاتفاق حول مستويات الإنتاج في وقت سابق من هذا الأسبوع. وبالنظر إلى أسعار النفط الحالية، باتت الأسواق على يقين بضرورة تمديد العمل بسياسة خفض الإنتاج بواقع 7.7 مليون برميل يومياً لثلاثة أشهر إضافية على الأقل. وبرغم اعتقادنا بأرجحية حدوث هذا السيناريو، ما زلنا منفتحين على حدوث أي مفاجآت بهذا الصدد. وسيؤدي ظهور أيّ خلافات بين الحلفاء إلى حدوث انخفاض كبير في أسعار النفط، لذا لا بد من ترقب نتائج الاجتماع فيما بينهم عن كثب.

 

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.